رئيس الجمهورية يدعو من طهران لمراعاة حصَّة العراق المائية

دعا رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، إلى مراعاة حصة العراق من المياه، وبينما لفت إلى أن “العلاقات بين العراق وإيران متماسكة وتزدادُ قوةً”، بيّن أنَّ زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأتي تأكيداً للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين شعبينا وبلدينا الجارين والصديقين.
وقال رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي في طهران مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي: إنَّ “العلاقات بين البلدين الجارين لا تقتصر فقط على المؤسسات الحكومية في بلدينا، بل في المجالات كافة؛ إذ يربطنا التاريخ المشترك والجغرافية المشتركة والدين الواحد فضلاً عن القوميات والأعراق المتنوعة”، مؤكداً أنَّ “ما بيننا وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابت وغير قابل للتغير، وهذا الأمر يستند على قناعة شعبينا وسعيهم للتعاون في مختلف المجالات مع التأكيد على الاستقلالية والمصالح المشتركة لكلا البلدين”.
وأكد رشيد أنَّ “الشعب العراقي المعروف بوفائه لن ينسى وقفة الجمهورية الإسلامية حينما عانينا ظلم وقساوة الدكتاتورية؛ حين فتحت أبوابها أمام الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته للهروب من طغيان الدكتاتورية وتعسفها، ولن ينسى كذلك اهتمام ورعاية الجمهورية الإسلامية للعراقيين الكرد بعد أن تعرضوا إلى القصف الكيمياوي في حلبجة، وآخرها مساندتنا في قتال مجرمي تنظيم (داعش) الإرهابي”.
وأضاف، أنَّ “العلاقات بين البلدين متماسكة وتزدادُ قوةً، وعلينا جميعاً العمل على تطويرها بالتنسيق والتعاون المستمر على الصعد كافة، ومنها مراعاة حصة العراق من المياه؛ خصوصاً أنَّ معظم الروافد على نهر دجلة وشط العرب مصدرها الجمهورية الإسلامية”، وتابع: “كذلك يجب علينا إيلاء التعاون في محاربة المخدرات وتجارتها الأهمية القصوى، فهي الآفة التي استحالت سرطاناً يفتكُ بالشعوب، ومن المهم كذلك تبادل المعلومات بين مؤسسات البلدين الرسمية لتحسين البنية التحتية وتقديم أفضل الخدمات لشعبينا”.
وقدّم رئيس الجمهورية، التهاني “لما شهدته العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية من تطور وتحسن، آملين أن تُسهم هذه الخطوة في تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون في منطقتنا بشكل يخدم شعبينا وبلدينا وشعوب المنطقة كافة”.
من جانبه، عبّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال المؤتمر الصحفي، عن شكره لرئيس الجمهورية لتلبيته دعوة الزيارة، مؤكداً أنَّ المباحثات تطرَّقت إلى مواضيع مهمة في المجالات التجارية والأمنية.
وأشاد رئيسي بالعلاقات بين البلدين، مؤكداً أنها “لا تشبه العلاقات العادية بين دولة وأخرى”، ومبيناً أنها “تسير بشكل جيد في مجالات البنى التحتية، والنفط والغاز والطاقة”، لافتاً إلى أنَّ “إيران تعتبر زعزعة أي نقطة في العراق هي زعزعة لأمن إيران ككل”.
وبشأن ملف المياه، أكد الرئيس الإيراني” أننا ملتزمون بمنح العراق حصته، ونريد أن نتعاون مع العراق في هذا الجانب، حيث تقرر خلال لقاء الوفدين استمرار المباحثات بين وزارة الموارد المائية العراقية ووزارة الطاقة في إيران للوصول إلى حلول”.
كما التقى التقى رئيس الجمهورية في العاصمة الإيرانية طهران، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى علي خامنئي.
ولدى استعراض علاقات الصداقة الراسخة والقائمة بين البلدين، أكد رشيد أهمية تعزيزها وتقويتها وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الجارين.
بدوره رحب المرشد الأعلى برئيس الجمهورية، مؤكداً حرص الجمهورية الإسلامية على دعمها الدائم للعراق ووقوفها إلى جانبه تحقيقاً للاستقرار في المنطقة على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية.